شهدت كلية الآثار بجامعة جنوب الوادي بقنا مناقشة رسالة الماجستير المقدمة من الباحثة خلود رضوان فاروق السيد، بعنوان: "أواني البيرة بجبانة منف في عصر الدولة القديمة (دراسة تحليلية مقارنة)". وجاءت المناقشة تحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد عكاوي، رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور وائل بكري رشيدي، عميد الكلية، والأستاذ أبو بكر عبد السلام مصطفى، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث.
تكوّنت لجنة الإشراف من الدكتور رؤوف أبو الوفا الورداني، أستاذ الآثار المساعد بكلية الآثار – جامعة جنوب الوادي، الذي كان المشرف الرئيسي على الرسالة، إلى جانب الدكتور محمد نجيب رضا عبد القادر، مدير عام الإدارة العامة للآثار المصرية واليونانية والرومانية بسوهاج، كمشرف مشارك. أما لجنة المناقشة والحكم فتألّفت من الدكتور محمود عمر محمد، أستاذ الآثار المصرية وعميد حضارات الشرق الأدنى القديم بجامعة الزقازيق، الذي ترأس اللجنة كمناقش رئيسي، والدكتور منتصر النوبي منصور، أستاذ الآثار المصرية وعميد كليتي الآثار بقنا والأقصر سابقًا، والدكتور رؤوف أبو الوفا الورداني، الذي شارك بصفته مناقشًا ومشرفًا.
تناولت الرسالة دراسة تفصيلية لأواني البيرة المثقوبة التي وُجدت في جبانة منف، وكشفت عن أن هذه الثقوب كانت تُصنع عمدًا لأغراض جنائزية ورمزية وليست نتيجة عيوب في الصناعة.
وأوضحت الباحثة أن الثقوب كانت تُنفّذ بعناية في أكثر أجزاء الإناء سمكًا باستخدام أدوات خاصة قبل عملية الحرق، وذلك لتجنب التشققات. وأكدت الدراسة أن هذه الثقوب تعكس طقوسًا رمزية متعلقة بالعقائد الجنائزية للمصري القديم، مثل طرد الأرواح الشريرة، وتحرير روح المتوفى، وتدمير قوى الشر التي كانت تُرمز باللون الأحمر.
وأظهرت الدراسة امتداد هذه الطقوس عبر عصور مختلفة، بدءًا من عصر نقادة الثانية والثالثة، وصولًا إلى عصر الدولة القديمة، واستمرارها بأشكال أخرى في العصور التالية. وربطت الباحثة بين أواني البيرة المثقوبة وبعض الممارسات الرمزية الأخرى مثل تكسير التماثيل الفخارية ذات اللون الأحمر التي كانت تُصنع كرمز لأعداء المصري القديم.
في نهاية المناقشة، أشادت اللجنة بجهود الباحثة ودقة تحليلها، وأوصت بالإجماع بمنحها درجة الماجستير في الآثار المصرية، مع تخصص دقيق في الفنون المصرية القديمة.