ما بين عشية وضحاها وقع الرجال ضحية الغفلة والإهمال والتقصير , سواطير تُسن , وسكاكين تشترى , وأكياس تعبأ , ووصلات كهربائية تصعق , وزجاجات سم تملأ أركان سجن أصبح يؤرق كل من امتلكت نون النسوة ـ إنه المطبخ ـ تعالت الصيحات الإعلامية انقذوا اخر ما تبقى من ـ جنس الرجال ـ قصص باتت تحكى وتروى عن بطولات النساء , وصفحات لجرائد تصطاد الأخبار كما لو كانت فى مزرعة للأسماك , امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بالتحذيرات المتتالية , حادثة هنا وأخرى هناك , ولم تكن الحوادث كما كانت بالأمس حوادث عادية أو مألوفة فى حبكتها , بل إن الأمر تطور إلى إحداث نوع من التغيير والتطوير فى بنية الجريمة , وبالفعل حُبكت القصص وتم إخراجها بمنهجية الأفلام السينمائية التي يتم عرضها ضمن أفلام الأكشن فى هوليود , اتخذ الأمر شكلا من أشكال التهويل وفرض سيطرة الخوف , وانقلبت نزعة المطالبة إلى مساواة الرجل بالمرأة , نوع من أنواع السُخرية العبثية فرضها الإعلام وأصحاب المواقع والقنوات الخاصة لإيجاد نوع من أنواع التربح السريع فى قضايا البشر التي لا تنته , وما بين مصدق ومكذب فرض الأمر نفسه , وأصبح الوهم حقيقة , ولكنها حقيقة مُرة طعمُها ورائحتها كلحم الجيفة ....
والسؤال : ألم نتعقل الأمر ونعيه جيدا ؟ ألم يأن لنا أن نأخذ الأمور مأخذ الجد لا الهزل ؟ ألم يأن لنا أن نتخلص من تلك الإرهاصات والتفاهات التي أصبحت تُسيطر على حياتنا ؟ ألم يأن لنا أن نتولى نشر الفضيلة لا الرزيلة ؟ ألم يأن لنا أن نحافظ على ما تعلمناه من مبادئ وعادات وتقاليد وقيم ؟ نحافظ على بنية المجتمع ولا نهدمه ؟ ألم يأن لنا أن نغض الطرف عن مساوئ غيرنا ونصلح ما بأنفسنا من وهن وسوء ؟ ... إن الكون كله كان من نسل رجل واحد وامرأة واحدة , فلولا الأرض ما نبتت شجرة , ولولا المرأة ما طابت الأرض بسكانها ولا عمُرت , إن العلاقة التي بين الرجل والمرأة علاقة كونية ترتبط بكونها اختا وزوجة وبنتا وعمة وخالة, وكانت لهذه العلاقة حدود فصلها المولى عز وجل فى محكم ايانه فارتبطت هذه العلاقة برابط الإيمان والتقوى, لا برابط العداوة والبغضاء , برابط المحبة والألفة لا الكراهية , ومن ثم لن نكون كإبليس وأعوانه ونغوى نساء الأرض بما يغضب الرب , أيها الرجال إن قلب المرأة هو جنتكم إن صنعتم خيرا , وهو جهنم إن صنعتم شرا , عاملوهن بلطف فهن كالأطفال يعشقن اللعب , وهن كالرجال فى وقت صَعِب , إن أردتم منهن ثمرا فأحسنوا إليهن لطفا (( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى))
ياسر القاضى Hyasser10@yahoo.com