القانون لا يحمي المغفلين.. مقولة نسمعها منذ سنوات طويلة رسخت في اذهان الجميع ان استغلال شخص ما لحسن نوايا اخر او حتى "سذاجته" لن يعرضه لاي عقاب، كما توحى لهذا "الطيب" بعدم وجود اى حماية قانونية له حال تعرضه لاذي بسبب نصب او ابتزاز او غيره.
فهل حقا القانون لا يحمي المغفلين؟ لقد شاع استخدام هذه العبارة خطأ وبشكل ظالم لمضمون الحماية القانونية والهدف منها فان كان القانون لا يحمي الابرياء فمن يحمي اذا؟!!! والسؤال الذى يطرح نفسه كيف يمكن للقانون الذي تم وضعه لحماية الاشخاص والحفاظ على حقوقهم، أن يتجاهل حماية المغفل لمجرد أنه غفل؟!. والاجابة على هذا السؤال ؟ القانون يحمي بالفعل المغفلين والمغيبين وعديمي وناقصي الأهلية وذوي الغفلة والعته ومعيوبي الإرادة وغيرهم.
وان القانون اهتم بالحفاظ على الضرورات الخمس التي تقوم عليها مبادئ الجنس البشري، وهي الدين والنفس والعقل والعرض والمال، فكيف يعجز هذا القانون عن حماية المغفلين، وقد استطاع المشرع بتشريعاته الواسعة، الحفاظ على حق السفيه والمجنون، فكيف بالمغفل الذي قد يكون استغفل واستغل في غفلة من أمره، سواء ماديا أو معنويا بغير وجه حق وهو أولى بالحماية والقانون يحمى المجنى عليهم في جرائم الاحتيال على سبيل المثال من وقع بالغلط فسخ العقد كما يحق للمُدلس عليه طلب فسخ العقد أو تعديله فيما دُلس عليه إذا توافرت شروطه، وفي حالة الإكراه المعدم للإرادة لا يكون هناك تصرف قانوني من الأساس، لكون ركن الرضا قد فُقد.