لا أكذب أو أتجمل حين أقول : إن جُل شعب مصر "ناصريون بالوراثة " إن القارئ للتاريخ يعرف أن نقطة التحول التي عاشتها مصر بعد ثورة يوليو 1952م كانت سببا أراد الله به إعادة الروح للجسد المريض ليتعافى من زُل الفقر ونوبات الحرمان , قد لا يُعجب كلامي هذا البعض إما لأنه إقطاعي اُلبس زي الغنى فاجتُث منه لذا لم يكن يتمنى أن يعيش اللحظة التي مَنحت الفُقراء سُبل الحرية وجعلت أرض مصر حقا لكل المصريين ,فكانت القسمة التي ظن هؤلاء أنها ضيزى ,أخذت منهم لتعطى الفقراء مالا يستحقوه, أما الصنف الأخر الذى يرى للثورة مساوئ وأخطاء عصفت بالروح النبيلة التي قامت من أجلها , أقول إن دراسة التاريخ تحتاج لقراءة متأنية يجب ألا نعتمد فيها على مصدر واحد من الرواة حتى لا نؤمن بفكر مبنى على شخصنة ذاتية تنافى ثوابت الحقائق فتخضع للتزييف والتحريف , إن ما أحدثته الثورة من تغيير بقيادة من حملوا فى صدورهم و فوق أعناقهم سيف الوطن ودرعه للدفاع عنه ورد ما سُلب منه من حقوق , فكانت ثورة الشرف التي التف حولها أهل مصر من أقصاها إلى أدناها , لأنها كانت لهم طوق النجاة الذى عبر بهم إلى بَر الأمان , فأتت الكلمات التي عبرت عن روح الوطن " اجتازت مصر فترة عصيبة فى تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم وقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتامر الخونة على الجيش وتولى أمرها إما جاهل أو خائن أو فاسد .... وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولى أمرنا فى داخل الجيش رجال نثق فى قدرتهم وفى خلقهم وفى وطنيتهم , ولابد أن مصر كلها ستلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب , وإني أؤكد للشعب المصري يأن الجيش اليوم يعمل كله لصالح الوطن فى ظل الدستور مجردا من أية غاية والله ولى التوفيق "
استمعنا الى هذا البيان من خلال الراديو او التلفاز وكلما استمعنا إليه نشعر وكأننا وُلدنا من رحم تلك الكلمات فأورثت فينا خُلق الرجال وحُب الوطن , وتعرفنا على الاعمال التي قام بها الرئيس جمال عبد الناصر من منتديات الاباء والاجداد التي كانت تُعقد كل مساء فى المنازل والشوارع والدروب فتُروى القصص والحكايا التى تأخذ بلب السامعين.
لقد تربع جمال عبد الناصر بما منحه الله من حب فى قلوب البسطاء والفقراء فكان لهم الولد قبل أن يكون البطل , وكان لهم الأب قبل أن يكون الرئيس , وكان لهم الأخ قبل أن يكون الزعيم , تجسدت روح جمال عبد الناصر فى كل بيت وسقى شريان حبه كل قطعة أرض سلمها بيده , فما من نبتة نبتت فى هذه الأرض إلا وأطعمت فم جائع ويسرت حال كل فقير , انا لا أُفند فى هذا المقال أعمال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر او ازعم اننى اسجل تاريخه أو اقف موقف الدفاع عنه , ولكنني أردت ان أعبر عن إرث المحبة الذى أورثني إياه والدى رحمة الله عليه لهذا الزعيم , ومن البر أن أتناول بالحب من كان يحب والدى .
ياسر القاضى Hyasser1@yahoo.com