أجيزت ثلاث رسائل ماجستير بدرجات امتياز من قسم الأنثروبولوجيا بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية ودول حوض النيل بجامعة أســــوان للباحثات سعاد طه ، ومروة عويس، واخلاص الشاذلي ، حيث ناقشت الرسائل قضايا المجتمعات الحدودية: المعابر ، وعادات وتقاليد الزواج ، والهوية) وذلك بإشراف من الأستاذ الدكتور على الدين القصبي والأستاذ الدكتور محمود الضمرانى بجامعة جنوب الوادي، وترأس لجنة الحكم والمناقشة الأستاذ الدكتور على محمد المكاوى استاذ علم الاجتماع الأنثروبولوجيا بجامعة القاهرة بعضوية الاستاذ الدكتور عبد الرحيم أبو كريشة استاذ علم الاجتماع بجامعة أسوان.
• الدور التنموي للمعابر الحدودية بين مصر والسودان:
سعت الدراسة الأنثروبولوجيا التنموية الميدانية التى أعدتها الباحثة سعاد طه إلى محاولة تسليط الضوء على الدور التنموي للمعابر الحدودية بين دولتي مصر والسودان؛ ذلك من خلال التعرف على دعمها لحركة التبادل التجاري (صادرات – واردات)، والكشف عن أهم المعوقات التي تحول دون تحقيق دورها التنموي، وطرح مقترحات لتحسين أدائها بما ينعكس على آفاق التنمية البينية المستدامة مستقبلا. ولتحقيق تلك الغايات؛ وفي سبيل مسعاها لجمع بياناتها؛ استعانت بعدد مناهج: «المنهج الانثروبولوجي»، و «المنهج الوصفي التحليلي»، و«المنهج التاريخي»، و «منهج دراسة الحالة»، تكاملت فيما بينها ،كما استعانت بعدة أدوات أساسية وأخرى مساعدة من بينها: « المقابلة المتعمقة»، و «الملاحظة» ، و «الإخباريون»، و «أدوات سمعية وبصرية»، وصممت «أدلة لإنجاز العمل الميداني»: ( دليل خاص بالعابرين، ودليل خاص بالتجار وسائقى الشاحنات)؛ تم تطبيقها من خلال المقابلات البورية المتعمقة على عينات مختارة من الأخباريين بلغت قوامها (15) مفردة من مستخدى المعابر الحدودية بين مصر والسودان(قسطل وأشكيت)، (أرقين المصرى وأرقين السودانى)؛خلال الفترة من(5 يناير 2023م حتى 7 فبراير 2023م).
توصلت الدراسة إلى نتائج غطت أهدافها التي أثارتها وأجابت عن تساؤلاتها التى طرحتها حول الدور التنموي للمعابر الحدودية بين مصر والسودان، كما اقترحت إجراء دراسات انثربولوجية تطبيقية تنموية أخرى تهتم بموضوع المعابر الحدودية الأخرى لمقاربة الظاهرة في ضوء نظرة تحليلية مقارنة.
• عادات وتقاليد الزواج لدى قبيلة أولاد على:
في حين تناولت الباحثة مروة عويس في دراسة الانثروبولوجية الميدانية؛ عادات وتقاليد الزواج في المناطق الحدودية بين مصر وليبيا لدى قبيلة أولاد على، وذلك لإبراز التراث الاجتماعي والثقافي لها، والمساهمة في التراكم المعرفي في مجال دراسات الانثروبولوجية الاجتماعية.
وفي ضوء التكامل المنهجي لجأت الباحثة إلى استخدام العديد من المناهج والأساليب: (منهج دراسة الحالة، المنهج التاريخي، المنهج الانثروبولوجى)، وأدوات جمع البيانات: (المقابلة، دليل العمل الميداني، الملاحظة، المقارنة، الاخباريين، التصوير الفوتغرافى) التي ساعدتها في انجاز دراستها الميدانية والتي طبقتها على (10) من الاخباريين من الأزواج والزوجات على اختلاف أعمارهم ومستواهم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي وانتمائهم العائلي داخل قبيلة أولاد على الحدودية بين مصر وليبيا.
توصلت الدراسة إلى نتائج غطت أهدافها وتساؤلاتها التي آثارها. من بينها أنه وفقاً لعادات وتقاليد مجتمع الدراسة فإن الفتاة عندما تبلغ سن الخامسة عشر من العمر لا يسمح لها بالاختلاط مع الذكور وترتدى النقاب بالتالي يصعب على الشباب المقبلين على الزواج التعرف على ملامحها. ومن ثم فإنه يقوم بإرسال إحدى النساء من أقاربه للتعرف عليها ونقل خصائصها إليه حتى يقرر القبول أو الرفض، وفى حال الموافقة يرسل أحد أقاربه من الرجال لإتمام الخطبة وتحديد المهر وتأسيس بيت الزوجية.
أظهرت الدراسة أن التغير في العادات والتقاليد يحدث في مجتمع الدراسة بشكل بطيء ومتدرج نظراً لتمسك الجيل السابق بما توارثه من عادات وتقاليد الآباء والأجداد ولا يسمح للجيل اللاحق بمحاولة تغييرها.
• دور المرأة الامازيغية في الحفاظ على الهوية الثقافية:
وألقت دراسة الباحثة إخلاص الشاذلي الضوء على دور المرأة الامازيغية في المجتمعات الحدودية بين مصر وليبيا في الحفاظ على الهوية الثقافية، وذلك من خلال التعرف على دورها في الحفاظ على نمط المسكن والتمسك بارتداء الزى الامازيغى وكذلك الحفاظ على: عادات الطعام، وعادات دورة الحياة، والحفاظ على اللغة العربية وعلى الحرف التقليدية والتحديات التي تواجهها. حيث استخدمت المنهج الانثروبولوجى الذى يعتمد على الملاحظة والوصف والمقارنة والاخباريين ودليل العمل الميدانى، كما استخدمت المنهج التاريخى ومنهج دراسة الحالة. واعتمدت على نظرية الدور في منطلقاتها النظرية.
وجاءت أهم النتائج كالتالى: لوحظ وجود تواصل بين المرأة الامازيغية والمرأة من سكان الوادي والدلتا، ولكن ذلك لم يؤدى إلى تغير عادات وتقاليد المجتمع السيوى، وتبين أن الزوجة في مجتمع الدراسة تشارك الزوج جنباً إلى جنب سواء في أعمال الزراعة وجمع المحاصيل أو بناء المسكن الخاص بالأسرة، أظهرت من الدراسة أنه رغم خروج المرأة للعمل إلا انها تُمنع من الاختلاط بالرجال، كما ترتدى الزى الواسع الفضفاض، والكاسى لجميع أجزاء جسدها وتضع غطاء على الوجه حتى لا يراها أحداً أثناء أدائها لتلك الأعمال، وأن أفراد مجتمع الدراسة يتميزون بكرم الضيافة، حيث يرحبون بالضيوف ويقدمون لهم الهدايا من البلح والزيتون والخبز السيوى.